أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قرارا بتعيين حسين جابري أنصاري مساعدا له للشؤون العربية والأفريقية خلفا لحسين أمير عبد اللهيان بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
ولم تبين الوكالة الرسمية في خبرها الذي نشر الأحد 19 يونيو/حزيران، مصير عبد اللهيان، إلا أن حلول أنصاري محله يعني عمليا إقالته من المنصب، لكن مصادر أخرى قالت إنه سيتم تعيين عبد اللهيان مستشارا لوزير الخارجية.
وقالت “إرنا” إن جابري أنصاري كان مديرا لمجموعة أبحاث الشرق الأوسط والخليج العربي بالخارجية، ومستشارا لمساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية، ومديرا عاما لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسفيرا لإيران في ليبيا وناطقا باسم الخارجية.
ويرى مراقبون أن عبد اللهيان يعتبر من الوجوه المتشددة في الحكومة الإيرانية، وكان يمثل تيار المحافظين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في الخارجية الإيرانية.
كما حدثت العديد من الخلافات الداخلية بين روحاني وظريف من جانب، وبين المرشد والحرس الثوري من جهة أخرى، حول بقاء عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية من عدمه.
وبحسب مراقبين، فإن الخلاف السعودي الإيراني بالمنطقة يعد من أبرز ملفات الخلاف التي أدت إلى إقالة أمير عبد اللهيان.
كما أصدر وزير الخارجية جواد ظريف قرارا بتعيين بهرام قاسمي ناطقا باسم الخارجية خلفا لحسين جابري انصاري.
وكان موقع “ألف الإيراني” قد كشف أن السعودية اشترطت على إيران تغيير منصب عبد اللهيان، من أجل خفض التوتر بين البلدين الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حينها جابري أنصاري.
يذكر أن أمير عبد اللهيان عمل كسفير لإيران لدى دولة البحرين، وشغل بعدها منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وبعد التوتر الذي حدث في العلاقات بين طهران والرياض كان له تصريحات نارية ندد فيها بإعدام المعارض نمر النمر.
لوبي “ناياك” الإيراني
وتشير معلومات تناقلتها وسائل إعلام ومواقع ألكترونية إلى وجود دور هام للوبي الايراني في الولايات المتحدة في اقناع طهران بعزل من أسماه ممثل الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية، أمير عبد اللهيان، لإنجاح الحوار الإيراني السعودي. ويعد عبد اللهيان من أكثر الشخصيات عداء للسعودية وسياستها في المنطقة.
وساطة سلطنة عمان
ونقلت مصادر مطلعة أن سلطنة عمان نصحت الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، بإقالة أمير عبد اللهيان، كبادرة حسن نية لإنجاح الحوار بين السعودية وإيران في المنطقة، لأن تصريحات عبد اللهيان المعادية للسعودية لا يمكن أن تساهم في تقدم أي حوار مستقبلا.
ودعت السلطنة إلى هذه الإقالة حتى تستطيع نقل هذه الرسالة إلى السعوديين، لتكون مقدمة دبلوماسية هامة في فتح الحوار بين البلدين.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن إقالة عبد اللهيان مرتبطة بالحوار السعودي الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى الدفع الأمريكي الواضح عن طريق لوبي “ناياك”، من أجل إعادة فتح الحوار بين السعودية وإيران حول الأزمات والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
الملف السوري
كم رأى مراقبون أن هذه التغيرات جاءت في ظل أنباء صحفية حول تغيير سياسة إيران الخارجية حيال عدة ملفات، أبرزها الأزمة السورية.
وكانت الصحفية الأمريكية لورا روزين، نشرت على موقع “المونيتور” الأمريكي، تقريرا نقلت فيه عن ظريف، قوله إنه أصبح يملك المزيد من الصلاحيات حول الملف السوري، ما يمنح مساحة أكبر لإقرار حل سياسي.
وقال ظريف لروزين، في تقريرها الأحد، إنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي في سوريا ما دام هناك تركيز على شخص بعينه، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنه يجب التركيز على عمل المؤسسات وشكل الحكم المستقبلي، على حد تعبيره.